#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() قصة ميلاد المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام : - يقول تعالي فى التبشير بمولد المسيح عليه السلام من قبل أن يولد : { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) } [ آل عمران ] ، ارتجت مريم ؛ لماذا؟ لو أن الله قال لها إن الله يبشرك بغلام ما ارتجت ، لأنها في هذه الحالة كانت ستعتقد أنها ستتزوج وتنجب ولدا كباقي النساء ، لكن قوله " اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" ، فنسب الولد إليها عرفت أنه سيأتي من غير أب . - وقد كان النبي زكريا عليه السلام زوج خالة مريم هو كفيلها : { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)" [ آل عمران ] ؛ لقد عرفت مريم لما كان يأتيها طعام الصيف في الشتاء وطعام الشتاء فى الصيف وهي تتعبد فى محرابها أن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ولم يخبرها الحق تعالي عن الكيفية فى إيجاد هذا الغلام ، فلما تساءلت : { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (47)} ؛ رد عليها تعالي : { قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)} ، كذلك أي لن يمسك بشر كما تقولين ، فإنه قادر أن يخلق بغير أسباب ، كما رزقك من غير أسباب . فكانت هذه مرحلة الأعداد لمريم ؛ والمرحلة الثانية هي معرفتها بحكاية زكريا ويحيي عليهما السلام ، وتأكيد الحق أنه اصطفاها علي نساء العالمين ، وكان ذلك إيناسا لها . - ثم يبين الحق قصة ميلاد هذا النبي الرسول المبشر به : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)} [ مريم ] ، فحين أخبرتها الملائكة أن الله قادر علي ما يشاء وأنه سترزق بغلام بلا أب ، هنالك استكانت لذلك وأنابت وسلمت الأمر لله ، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها ، فإن الناس سيتكلمون فيها بسببه لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر ، فاعتزلت أهلها فى مكان شرقي بيت المقدس وكانت لا تخرج من محرابها إلا لحاجة ضرورية . { فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)} أي أرسل الله تعالي إليها جبريل عليه السلام فى هيئة بشر جميل الخلقة ، لتتمكن من رؤيته والحديث معه { قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا (18)} وهذا دليل علي ورعها وعفافها ، إذ قالت: إني أحتمي بالله وألتجئ إلى الله منك - إن كنت تقياً تخاف الله فاتركني ولا تؤذني . {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا (19) } قال لها جبريل مُزيلاً لما حصل عندها من الخوف: لست مما تظنين ، ما أنا إلا ملَكٌ مرسلٌ من عند الله إليك ليهبَ لك غلاماً طاهراً من الذنوب ، زكيا بالنبوة . {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ } أي قالت متعجبة : كيف يكون لي غلام؟ وعلى أيّ صفةٍ يوجد هذا الغلام مني ؟ {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا (20) } أي ولستُ بذاتِ زوج حتى يأتيني ولدٌ بنكاح حلال ، ولستُ بزانية فأحمله علي وجه الحرام ؟ - غاية خلق عيسي عليه السلام : { قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)} ؛ فهذا أمر سهل يسير علي الله ؛ فأمره بين الكاف والنون ؛ أي وليكون خلقه ومجيئه دلالةً للناس وعلامة على قدرة بارئهم وخالقهم العجيبة الذي نوَّع في خلقهم : فخلق آباهم آدم من غير ذكر ولا أنثى ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق بقية الذرية من ذكر وأنثى إلا عيسى فإنه أوجده من أنثى بلا ذكر ، فتمت القسمة الرباعية الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه ، فلا إله غيره ولا ربَّ سواه ؛ "أو يُزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعلُ من يشآءُ عقيمًا " [ الشوري : 50] ؛ ويخلق الخنثي . - { فنفخنا فيه من روحنا } [ التحريم :12] ، نفخ جبريل فى جيب درعها فنزلت النفخة فى فرجها ؛ { فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) } فحملت من فورها دون نكاح ولا قرب ؛ فاعتزلت به - وهو في بطنها - مكاناً بعيداً عن أهلها فى أقصي الوادي ، خشية أن يعيرّوها بالولادة من غير زوج . - و اختلف المفسرون في مدة حمل عيسى عليه السلام : فالمشهور عن الجمهور أنها حملت به تسعة أشهر كما تحمل النساء ويضعن . وقال عكرمة : ثمانية أشهر ، ولهذا لا يعيش ولد الثمانية أشهر حفظا لخاصة عيسى . وسئل ابن عباس عن حمل مريم قال : " لم يكن إلا أن حملت فوضعت " وهذا غريب وكأنه مأخوذ من ظاهر قول الله تعالى . ويقول القرطبي : وما ذكرناه عن ابن عباس أصح وأظهر ... والله أعلم ففيه الإعجاز أتم . { فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) } أي فاجأها ألَمُ الطَّلق وشدة وجع الولادة فألجأها واضطرها إلى ساق نخلةٍ يابسة فى المكان الذي التجأت إليه لتعتمد عليه عند الولادة - وقيل : فأجاءها من الفجاءة كما قال ابن عباس ، وأيده صاحبي الجلالين : والحمل والتصوير والولادة في ساعة . - معجزة نطق عيسي عليه السلام بمجرد ولادته : {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)} أي جعل لك نهرًا صغيرًاً يجري أمامك لم يكن موجودا !. – وقال القرطبي : تحتك سريا يعني عيسى . والسَّري من الرجال : العظيم الخصال السيد . {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) } سبحان الله جذع نخلة تهزها امرأة ضعيفة بالولادة ، ولا يقدر عليها أقوي الرجال ، وفى الشتاء ، والرطب لا يكون شتاء بل هو من ثمار الصيف !! ، { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ..(26) } فأعطاها الطعام والشراب ، وذلك ليسكن ألمها وتعلم أن ذلك كرامةً من الله لها . { فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) } ، أي فإِن رأيتِ أحداً من الناس وسألكِ عن شأن المولود ، فلا تدخلي معه فى جدل فإنك لن تجدي مبررات لما أنت عليه / وقولي : إني أوجبت علي نفسي السكوتَ والصمت لله تعالى عن الكلام في شأنه . - ثم كانت المواجهة مع بني إسرائيل : { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئا فَرِيًّا (27) } أي تفعلين الفاحشة ، والولد من الزنا كالشيء المفترى .{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) } أي يا شبيهة هارون في الصلاح والعبادة والعفة : ما كان أبوك رجلاً فاجراً وما كانت أمك زانية ؛ فكيف صدر هذا منك وأنت من بيتٍ طاهر معروفٍ بالصلاح والعبادة ؟ فلم تجبهم والتزمت الصمت { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } أي إلى عيسى ليكلموه ويسألوه { قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) } ؛ هنالك غضبوا وظنوا أن ذلك منها استهزاء بهم . - هنالك جاءت المعجزة الكبري فى نطق الرضيع المبارك : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) } فنزه ابتداء ربه عن الولد ، وأثبت لنفسه العبودية لربه ،و قضى ربي يوم قضي أمور خلقه أن يؤتيني الإِنجيل ويجعلني نبياً ، وإِنما جاء بلفظ الماضي لإِفادة تحققه ، فإِن ما حكم به الله أزلاً لا بدَّ إلا أن يقع . { وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَينَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) } . - { ذَلِكَ عِسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ(34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سبحانه اذا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)} أي ذلك الذي قصصناه عليك يا محمد هو القول الحقُّ في خبر عيسى ابن مريم ، لا ما يصفه النصارى من أنه ابن الله , وثالث ثلاثة , وأنه إله ، أو ما يقوله اليهود من أنه ابن زنى ويشكّون في أمره وقالوا ساحرٌ كذاب ؛ ويجادلون ويختصمون ويختلفون , وكذبوا كلهم , ولكنه عبد الله ورسوله , وكلمته وروحه . - وهذا ختام ما قاله عيسي فى مهده : {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي قل لهم إن الله ربي وربكم ، فلتفردوه بالعبادة وتطيعوه فى أوامره ونواهيه ، هذا هو الدين القويم الذي لا اعوجاج فيه المؤدي إلي الجنة ... وتكرر قوله هذا فى مواقف كثيرة فى حياته.. ومع ذلك اشركوا بعبادته ! - هذه قصة ميلاد عيسي ابن مريم عليه السلام كما رواها القرآن الكريم ، نسردها تفصيلا فى مناسبة احتفال أهل الكتاب بمولده ، لنبين أننا أهل الإسلام نؤمن بعيسي عليه السلام ، وأن ميلاده كان معجزة من السماء لأهل الأرض ، لبيان كمال قدرة الله علي الخلق بأشكاله ، فتبارك الله أحسن الخالقين . الموضوع الأصلي: قصة ميلاد المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام : || الكاتب: بهيره خير الله || المصدر: منتديات غزل قلوب مصرية
ساعد في النشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك rwm ldgh] hglsdp udsd hfk lvdl ugdi hgsghl : gv[g hgl.d] hgsghl : hfk ugdi udsn
|
![]() |
#2 | |
![]() ![]() ![]() |
![]()
اختى الكريمه
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ لكـ شكري وتقديري |
|
![]() |
![]() |
#3 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله خيرا
|
|
![]() |
![]() |
لو عجبك الموضوع ممكن تنشرة عن طريق مواقع النشر الآتيه .. فقط اضغط على صورة الموقع اللي مسجل فيه |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ميلاد , لرجل , المزيد , السلام : , ابن , عليه , عيسى , قصة |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة رفع عيسى عليه السلام إلى السماء | دعاء الكروان | قصص القرآن و الأنبياء | 8 | 13-07-2017 23:02 |
قصة ميلاد المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام | بهيره خير الله | قصص القرآن و الأنبياء | 3 | 14-02-2017 08:18 |
ميلاد المسيح عليه السلام - افلا يتدبرون القرآن | سهراية | الصوتيات والمرئيات الاٍسلامي | 4 | 22-04-2016 15:04 |
عيسى بن مريم عليه السلام في الدين الإسلامي | المعقد | قصص القرآن و الأنبياء | 5 | 09-08-2011 07:16 |
قصة عيسى ابن مريم عليه السلام | عمرو صالح | قصص القرآن و الأنبياء | 6 | 09-02-2009 13:34 |
Designed by Hussein Elnabarwy