إشارة إلى أن كون الله معهم لا يمنع أن يستشهد منهم شهداء,
بل ذلك من ثمرات كون الله معهم؛
حيث يظفر من استشهد منهم بسعادة الأخرى،
ومن بقي بسعادة الدارين.
البقاعي: 1/279.
السؤال :
هل معية الله للمجاهدين الصابرين تمنع من استشهادهم؟
ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم؛
فأخبر تعالى أن من قتل في سبيله بأن قاتل في سبيل الله
لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه الظاهر، لا لغير ذلك من الأغراض
فإنه لم تفته الحياة المحبوبة، بل حصل له حياة أعظم،
وأكمل مما تظنون وتحسبون
السعدي: 75
قيل : إنما ابتلوا بهذا ليكون آية لمن بعدهم؛
فيعلموا أنهم إنما صبروا على هذا حين وضح لهم الحق،
وقيل: أعلمهم بهذا ليكونوا على يقين منه أنه يصيبهم،
فيوطنوا أنفسهم عليه، فيكون أبعد لهم من الجزع،
وفيه تعجيل ثواب الله تعالى على العزم، وتوطين النفس
القرطبي: 2/462
السؤال :
لماذا أعلم الله تعالى عباده بحصول الابتلاء عليهم ؟
السراء لو استمرت لأهل الإيمان، ولم يحصل معها محنة؛
لحصل الاختلاط الذي هو فساد،
وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر.
هذه فائدة المحن، لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان،
ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين،
فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده
{ بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ }
من الأعداء
{ وَٱلْجُوعِ }
أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله،
أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك
السعدي: 76
السؤال :
لماذا كان الابتلاء بشيء من الخوف والجوع، ولم يكن به كله
أي: مملوكون لله، مدبرون تحت أمره وتصريفه؛
فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء،
فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين
بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه.
السعدي: 76.
السؤال :
لماذا كان من المناسب قول من أصابته مصيبة: { إِنَّا لِلَّهِ } ؟
{ إِنَّا لِلَّهِ } اللام للملك، والمالك يفعل في ملكه ما يشاء.
{ رَٰجِعُونَ } : تذكروا الآخرة لتهون عليهم مصائب الدنيا،
وفي الحديث الصحيح :
أن رسول الله ﷺ قال:
( من أصابته مصيبة فقال :
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي،
وأخلف لي خيرا منها أخلف الله له خيرا مما أصابه
قالت أمّ سلمة : فلما مات زوجي أبو سلمة
قلت ذلك فأبدلني الله به رسول الله ﷺ )
ابن جزي: 1/89.
جعل هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب،
وعصمة للممتحنين لما جمعت من المعاني المباركة؛
وذلك توحيد الله، والإقرار له بالعبودية، والبعث من القبور،
واليقين بأن رجوع الأمر كله إليه كما هو له،
وقال سعيد بن جبير:
لم يعط هذه الكلمات نبي قبل نبينا،
ولو عرفها يعقوب لما قال :
{ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ }
ابن عطية: 1/228.
السؤال :
ما الحكمة من تقرير هذا الدعاء عند المصائب؟
التوجيهات
1- قد يبتلى المؤمن بالمصائب في النفس والأهل والمال
فيصبر؛ فترتفع درجته، ويعلو مقامه عند ربه،